هل من السهل تحقيق الخطة المناخية الشاملة؟

التغير المناخي يتأثر بشكل مباشر بتحديات القضاء على الفقر وتحقيق العدالة والمساواة في العالم

شبكة بيئة ابوظبي، بقلم هالة دحمان، الرئيس والمدير الإداري لمنظمة أزرق، 13 فبراير 2023

ينحصر في كثير من الأحيان تفكيرنا بشأن أزمة المناخ بمشكلة الاحتباس الحراري. ولكنّ الأزمة أعقد من ذلك بكثير. تعود جذور الأزمة بالأساس إلى تهميش الأقليات، إذ يصْدر عن نحو 10% من سكان العالم أكثر من 50% من الانبعاثات الكربونية العالمية، وفقاً لتقرير مركز موارد تخطيط العمل المناخي[1]. وفي المقابل، تفتقر نسب كبيرة من سكان المناطق الحضرية للخدمات الأساسية حتى الآن، وهي عرضة لمخاطر المناخ. لذلك فإن التصدي لمشكلة تغير المناخ يقتضي معالجة عدم المساواة، والعكس صحيح.

وأدت الحاجة المتزايدة للتصدي لمخاطر تغير المناخ وعدم المساواة في المجتمع إلى ظهور مفهوم العمل المناخي الشامل الذي يعالج، بالاستفادة من تجربة حركات تاريخية مثل التنمية المستدامة والعدالة البيئية، العبء الملقى على عاتق الفئات الاجتماعية غير الممثلة بشكل كافٍ أو المستبعدة نهائياً، والتي تعاني أكثر من غيرها في الغالب نتيجة للتفاوت الاجتماعي القائم، والذي يزداد سوءاً في معظم الأحيان بسبب الآثار السلبية لتغير المناخ. وبعبارة أخرى، تتحمل الفئات الاجتماعية الفقيرة الضرر الأكبر أثناء الكوارث البيئية؛ وبالتالي فإن تحسين إمكانية الوصول إلى فرص العمل والأصول والقدرات المؤسسية يساعدها على الاستجابة والتكيف بشكل أفضل.

وفي ضوء ما سبق، لا بد أن ندرك أولاً مستلزمات العمل المناخي الشامل. يشير هذا الحل إلى الحد من آثار تغير المناخ على الفئات الضعيفة وضمان توزيع فوائد وأعباء العمل المناخي بشكل عادل. كما يعالج الحل مشكلة تغير المناخ والفروقات الاجتماعية والاقتصادية، حيث يحقق العديد من الفوائد، مثل توفير مزيد من الفرص الاقتصادية المهمة وتحسين مستويات الصحة والرعاية وإدارة الموارد الطبيعية.

ويصبح العمل المناخي شاملاً من خلال مشاركة مجموعة واسعة من الأطراف المعنية لوضع سياسات عادلة ومنصفة وقابلة للتطبيق. وينتج عن ذلك نهج قابل للتكيف والتطوير يوفر فوائد في المجالات الاقتصادية والبيئية والاجتماعية.

وتتمثل الخطوة التالية في اعتماد نهج شامل في معالجة المشكلة يراعي العدالة والإنصاف والتنوع ومشاركة جميع الفئات لإرساء ركائز قوية، بما في ذلك العمل الوثيق بين جميع الأطراف والاستفادة من الروابط التي تجمعها لتعزيز الأنظمة الاقتصادية وتقبّل محدودية موارد كوكبنا. وتلتزم منظمة أزرق بالحفاظ على الزخم اللازم لبناء مستقبل مستدام للجميع وتعزيزه، انطلاقاً من دولة الإمارات.

ومع تزايد الحديث حول العمل المناخي الشامل، ما تزال المنظمة تحرص على تحقيق مهمتها في تعزيز الممارسات المستدامة ودعم جهود المجتمعات للحد من تأثيرها السلبي على البيئة، حتى نتمكن جميعاً من البدء في تمكين البشرية للانتقال إلى عصر جديد من الاستدامة من خلال تحسين إدارة الموارد الطبيعية وتوفير فرص اقتصادية كبيرة وتعزيز مستويات الصحة والرفاه.

________________________________________
[1]https://resourcecentre.c40.org/resources/inclusive-climate-action#:~:text=Climate%20Action%20Planning,-Home&text=For%20example%2C%2010%25%20of%20the,very%20prone%20to%20climate%20hazards.